ومنذ بداية المواجهة بين المقاومة في قطاع غزة وجيش الاحتلال ، أطلق الأردن جسرًا جويًا مستمرًا لنقل المساعدات من مطار ماركا العسكري إلى مطار العريش بمصر، ومنها إلى قطاع غزة ، ومن ثم ابتدأ الأردن عمليات الإنزال الجوي ، وكان أول دولة عربية وعالمية تقوم بالإنزال الجوي لكسر حصار أهالي شمال غزة الذين تم حرمانهم من المساعدات البرية ، حيث قامت طائرات سلاح الجو الملكي بقيادة وإشراف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بإنزال المساعدات جواً إلى أهالي قطاع غزة ، ليكون أيضاً القائد العربي الوحيد الذي يشرف بنفسه على إرسال المساعدات الى قطاع غزة .
وتتابعت الدول بعدها بعمليات الإنزال الجوي للمساعدات من خلال الأردن لإيصال المواد الإغاثية والطبية إلى المحاصرين في قطاع غزة ، إضافة لإيصال المواد الطبية إلى المستشفيات الميدانية الأردنية في القطاع ، حيث تم انشاء وتدعيم العديد من المستشفيات الميدانية الأردنية في غزة بمستلزمات طبية وأدوية وفرق طبية على مدار أيام الحرب ، ونفذت القوات المسلحة الأردنية عمليات خاصة لتزويد هذه المستشفيات بالمعدات الطبية عبر الطائرات والمظلات.
وبلغ حجم المساعدات الإنسانية والطبية المقدمة من الأردن إلى غزة أكثر من 15 الف طن من الأدوية والمستلزمات، مع تجهيز مئات الأسرة في المستشفيات الميدانية ، كما استفاد عشرات الآلاف من المرضى والمصابين من الخدمات الطبية الأردنية في غزة.
ولم يقف الأردن عند المساعدات الإغاثية والإنسانية فقط ، حيث قاد جلالة الملك عبدالله الثاني حملة تحركات دولية مكثفة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما أسفر عن تصويت 120 دولة لصالح قرار يدعو لوقف العدوان وإيصال المساعدات.
كما قدم الأردن مذكرات قانونية لمجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية حول الانتهاكات الإسرائيلية ، إضافة لاستدعاء السفير الأردني في تل أبيب ورفض عودة السفير الإسرائيلي إلى عمان إلا بشرط وقف العدوان المستمر على غزة ، واتجه الأردن للمحافل الدولية منتقداً أمام العالم ممارسات الاحتلال وجرائمه في غزة ، مما عزز موقف الدول العربية والإسلامية.
وبرزت خلال هذه الحرب خطابات ملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني في الأمم المتحدة ومختلف المحافل الدولية تركت اثراً كبيراً على سياق الصراع بالمنطقة وسلطت الضوء على القضية الفلسطينية المركزية ، قدم خلالها موقفًا موحداً زاد الضغط على الاحتلال، كما ظهرت جلالة الملكة رانيا العبدالله في مقابلات إعلامية بارزة لتوضيح معاناة المدنيين والأبرياء في غزة ونقل صورة دقيقة للرأي العام العالمي.
ومع تفاقم الأوضاع الإنسانية في غزة نتيجة القصف الإسرائيلي والحصار، قاد جلالة الملك عبدالله الثاني حملة لتمويل طارئ وعاجل لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ، حيث
أسفرت هذه الجهود عن استجابة عدة دول لدعوة جلالة الملك، إذ أعلنت في حينه دول مثل السعودية والإمارات وقطر تقديم منح مالية عاجلة للأونروا ، في ظل توقف عدد من الدول عن تمويل الوكالة .
وعلى الصعيد الشعبي ، كان الأردن من أبرز وأكثر الدول التي ساندت وأيدت ودعمت قطاع غزة شعبياً ، حيث ومنذ اليوم الأول للحرب ، انطلقت حملات شعبية واسعة لجمع التبرعات، بمشاركة نقابات ومؤسسات أهلية لدعم جهود المملكة السياسية في إسناد أهالي قطاع غزة.
وقدّم الأردن خلال هذه الحرب وعلى مدار أكثر من 460 يوم نموذجًا صادقاً في المساهمة الإنسانية والسياسية، متبنّيًا نهجًا شاملاً يمزج بين الدعم المباشر والعمل الدبلوماسي الفاعل ، ليعكس حجم المساعدات والأنشطة السياسية الأردنية التزام المملكة بالقضية الفلسطينية كشريك تاريخي وداعم رئيسي في مواجهة التحديات التي تواجه الأشقاء في فلسطين.
-
أخبار متعلقة
-
الأردن يثبت أنه الأقوى والأقرب لقضايا الأمة.. فلسطين بوصلته والقدس تاجُها
-
لماذا لا تفصح الغذاء والدواء عن أسماء المنشآت المخالفة امام الجمهور ؟ وهل يسمح القانون بذلك؟
-
خبير تغذية يحذر الأردنيين من تناول هذه الأغذية
-
سائقو شاحنات: 120 دينارا يدفعها السوريون على الحدود.. و500 لشحن الأثاث
-
مدير مستشفى الزرقاء: نخدم 2 مليون مواطن ونوفر خدمة توصيل الادوية للمنازل
-
العميد الهروط: 1229 شكوى وردت للجنة العليا للمسؤولية الطبية 50% منها فيها أخطاء طبية
-
الجمارك تؤكد أنها لا تتقاضى أي رسوم جمركية من السوريين العائدين إلى بلادهم على الأثاث والمقتنيات
-
العفو العام.. الطريق ليست معبّدة وعليه المرور بهذه المراحل قبل إقراره