في مواجهة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العصر الحديث، برز التعاون بين المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة كواحد من أبرز النماذج في العمل الإنساني العربي المشترك، من خلال استجابة متكاملة، منسّقة، ومستدامة لدعم المدنيين المتضررين في قطاع غزة.
هذا التعاون لم يكن مجرد تحرّك طارئ أو رد فعل لحظي، بل جسّد رؤية استراتيجية قائمة على المسؤولية الإنسانية المشتركة، والتضامن العربي الأصيل، حيث تلاقت الإرادات السياسية، والقدرات اللوجستية، والخبرات الميدانية، لتقديم دعم ملموس للآلاف من المدنيين، وتحديدًا الأطفال والنساء وكبار السن، ممن يواجهون ظروفًا إنسانية قاسية.
منذ الأيام الأولى لتفاقم الأزمة، لعبت المملكة الأردنية الهاشمية، ممثلةً بـالهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، دورًا حيويًا في تمكين الجهود الإنسانية من الوصول إلى مستحقيها. فقد قامت الهيئة، وبدعم لوجستي من القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، بتأمين مرور المساعدات الإنسانية الإماراتية عبر الأراضي الأردنية، وصولًا إلى قطاع غزة.
ويمثّل الجسر الإنساني الذي يمر عبر الأردن رئة الدعم الأساسية للمستشفيات الميدانية والعائمة التي أقامتها الإمارات في كل من جنوب غزة وقبالة ساحل العريش. كما تولّت الهيئة مسؤولية تنسيق دخول شحنات الإغاثة، الأدوية، الأجهزة الطبية، ومواد الدعم النفسي والاجتماعي، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والجهات الدولية المعنية.
في موازاة ذلك، أطلقت دولة الإمارات سلسلة من المبادرات الإنسانية النوعية، بتوجيهات من سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، تضمنت إجلاء المرضى والمصابين الفلسطينيين لتلقي العلاج داخل الدولة، وتقديم الرعاية الطبية والنفسية والتعليمية لهم ولذويهم.
لقد شكّل هذا التعاون الأردني-الإماراتي نموذجًا يُحتذى به في تنسيق الجهود الإنسانية العربية، حيث امتزجت الرؤية الإماراتية في دعم الإنسان، بالقدرة الأردنية الراسخة على العمل الميداني واللوجستي في بيئات معقّدة، بما في ذلك التعامل مع المناطق الحدودية ونقاط العبور، وسط ظروف أمنية وإنسانية صعبة.
وعلى لسان عدد من المسؤولين في الجانبين، تم التأكيد مرارًا على أن هذه الشراكة تمثّل التزامًا طويل الأمد، وليست مجرد استجابة ظرفية، بل هي امتداد لتاريخ من التعاون المشترك في العمل الإنساني، الذي طالما جمع البلدين الشقيقين في مواقف عديدة.
إنّ ما قدمته الأردن والإمارات في دعم غزة، يجب أن يُنظر إليه على أنه خارطة طريق عربية للعمل الإنساني المشترك.
وهنا، لا بد من دعوة المجتمع الدولي، والدول العربية بشكل خاص، إلى استلهام هذا النموذج الناجح والبناء عليه، عبر توسيع الشراكات، وتنسيق الموارد، وتعزيز البنية المؤسسية للعمل الإنساني الإقليمي، ليكون قادرًا على الاستجابة للأزمات الحالية والمستقبلية.
في زمن تتزايد فيه التحديات، وتتعاظم فيه الكوارث، يثبت التعاون الأردني–الإماراتي في غزة أن العمل الإنساني العربي ليس فقط ممكنًا، بل قادر على إحداث فرق حقيقي، حينما تتوفر الإرادة، وتتوحد الرؤية، وتُوظف الإمكانات لخدمة الإنسان، بغض النظر عن جنسه أو جنسيته أو موقعه.
-
أخبار متعلقة
-
المستقلة للانتخاب تشارك بحضور انتخابات مجلس الشعب السوري
-
النقل البري تُعلن الية شطب واستبدال الحافلات الخصوصية
-
الطاقة: حفر 13 بئرا غازيا في الريشة ضمن البرنامج الثاني لرؤية التحديث
-
وزير التربية: استمرار تخصيص قطع أراض بنصف السعر للمعلمين
-
محافظ عجلون يتفقد مديرية صحة المحافظة
-
إطلاق المركز الإقليمي للتميز للصيادلة في عمان
-
رئيس الوزراء يرعى حفل التكريم السنوي للمعلمين بمناسبة يوم المعلم العالمي
-
أمانة عمان تنفذ ممشى في شارع الستين بمنطقة زهران