الإثنين 2025-07-14 10:27 م
 

225 شمساً في جرم واحد .. ولادة ثقب أسود يهز مفاهيم الفيزياء

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
 
05:48 م
الوكيل الإخباري-   كشف العلماء في ورقة بحثية حديثة أنهم رصدوا، عبر موجات الجاذبية الأرضية، أعنف اصطدام كوني تم تسجيله على الإطلاق بين ثقبين أسودين عملاقين.اضافة اعلان


ففي يوم 23 نوفمبر 2023، التقطت شبكة مراصد "ليغو-فيرغو-كاغرا" (LVK) إشارة غريبة حملت الاسم GW231123. وبعد تحليل دقيق، تبيّن أن هذه التموجات في نسيج الزمكان ناتجة عن تصادم هائل بين ثقبين أسودين تبلغ كتلة أحدهما 103 أضعاف كتلة الشمس، بينما يصل الثاني إلى 137 ضعفًا.

وكانت نتيجة هذا الاصطدام الكوني النادر، ولادة ثقب أسود فائق تبلغ كتلته 225 ضعف كتلة شمسنا، وهو رقم قياسي جديد في عالم رصد موجات الجاذبية.

وما يجعل هذا الاكتشاف أكثر إثارة هو أنه يتحدى بشكل جذري النظريات الحالية حول تكوّن الثقوب السوداء. فبحسب النماذج الفلكية السائدة، من المستحيل أن تتشكل ثقوب سوداء بهذه الضخامة من خلال الانهيار المباشر للنجوم. وهذا يدفع العلماء لإعادة النظر في فهمهم لتطور النجوم والثقوب السوداء، حيث يرجّح البعض أن هذين الثقبين قد يكونان نفسيهما نتاجًا لاصطدامات سابقة بين ثقوب سوداء أصغر.

لكن الكتلة الهائلة ليست المفاجأة الوحيدة. فقد أظهرت البيانات أن الثقبين الأسودين كانا يدوران بسرعة مذهلة تصل إلى 400 ألف مرة سرعة دوران الأرض حول محورها. هذه السرعات الخيالية تدفع نظرية النسبية العامة لأينشتاين إلى أقصى حدودها، وتتطلب نماذج رياضية معقدة لفهم ديناميكيات هذا الاصطدام الكوني الفريد.

ويُعدّ هذا الحدث الاستثنائي أكثر من مجرد رقم قياسي جديد في سجلات علم الفلك، بل يمثل نافذة نادرة لفهم بعض أكثر الظواهر الكونية غموضًا. فالثقوب السوداء بهذه الكتلة العملاقة، والتي يُعتقد أنها تلعب دورًا محوريًا في تشكّل المجرات، كانت حتى وقت قريب مجرد تنبؤات نظرية يصعب إثباتها. أما الآن، وبفضل تكنولوجيا رصد موجات الجاذبية، أصبح لدينا دليل ملموس على وجودها وتفاعلاتها العنيفة.

وستُعرض نتائج هذه الدراسة مفصّلة في اجتماع GR-Amaldi في غلاسكو، بإسكتلندا، من 14 إلى 18 يوليو 2025، حيث سيحاول العلماء كشف المزيد من أسرار هذه الظاهرة الكونية الفريدة.

روسيا اليوم
 
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة