هل المال قادر على شراء السعادة؟

الوكيل الإخباري-  في وقتٍ ما، كان يقال إن "المال لا يستطيع شراء السعادة"، ولكن العلم يثبت اليوم عكس ذلك، بل ويؤكد أن المال قد يكون له تأثير إيجابي على مشاعرنا وسعادتنا.

هذا ما أكدته دراسة حديثة من جامعتين مرموقتين: جامعة بنسلفانيا وجامعة برينستون، التي أوضحت أن المال يمكن أن يزيد من السعادة، لكن بشرط أن تكون السعادة موجودة منذ البداية.

لم تكن الفكرة التي تتبنى أن المال يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على السعادة جديدة. فقد أظهرت بعض الدراسات السابقة، مثل دراسة أجريت في 2010، أن المال يمكن أن يساهم في زيادة السعادة حتى حد معين، وهو حوالي 75,000 دولار سنويًا، بعد ذلك لم يعد المال يزيد من مستوى السعادة.

لكن دراسة جديدة، أشرف عليها ماثيو كيلينغزورث، زميل في جامعة بنسلفانيا ومؤلف الورقة البحثية، تشير إلى أن الارتباط بين المال والسعادة أكبر مما كان يُعتقد.

المال لا يمكنه حل جميع المشكلات
وأوضح كيلينغزورث أن المال ليس هو الحل لجميع مشاكل السعادة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من حالات نفسية سلبية على الرغم من ثرواتهم. وقال: "المال لن يساعد الأشخاص الأغنياء الذين يعيشون في تعاسة. لكن بالنسبة للجميع باستثناء هؤلاء، فإن المال يرتبط بزيادة في السعادة بدرجات متفاوتة".
تقول الدراسة إن العلاقة بين المال والسعادة لا تتبع نمطًا ثابتًا لجميع الناس. بل هي أكثر تعقيدًا، حيث يختلف التأثير بناءً على مستويات السعادة الذاتية لكل شخص. الأشخاص الذين يتمتعون بمستويات عالية من السعادة النفسية يمكن أن يجدوا سعادتهم تتزايد مع زيادة دخلهم حتى بعد الوصول إلى مستوى 100,000 دولار سنويًا. بينما الأشخاص الأقل سعادة يشهدون تحسنًا محدودًا في سعادتهم مع زيادة الدخل، يصل إلى حد معين قبل أن يبدأ في الاستقرار.

هل المال يمكن أن يشتري السعادة؟
الجواب، وفقًا لهذه الدراسات، هو نعم. ولكن بشرط أن يكون الشخص في حالة نفسية جيدة بالفعل. فإن الأشخاص الذين يعيشون في تعاسة لن تساعدهم الأموال على إيجاد السعادة. وفي النهاية، كما يذكر كيلينغزورث: "المال ليس هو السر الحقيقي للسعادة، لكنه قد يساعد قليلاً".
كما أشار الخبراء، المال هو أحد العوامل التي يمكن أن تؤثر على سعادتنا، لكن ليس العامل الوحيد. وعليه، تبقى السعادة قرارًا ذاتيًا يتأثر بالكثير من العوامل النفسية والاجتماعية. 

العين الإخبارية