الوكيل الإخباري - كيف كانت تلك الليلة التي فقدت فيها عائلتك؟ أين كنت؟ هذا السؤال طرحته الصحفية الغزية وعد أبو زاهر، عبر منشور بصفحتها على الفيسبوك على أهالي غزة الذين فقدوا أحبتهم في العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أكثر من 10 أشهر.
ولأن السؤال كان صداه صعبا على الناس وإجاباته أصعب لا تنتهي بقدر ألمه ووجعه في نفوس أهالي غزة، فقد كتب ما يقارب 4 آلاف شخص قصصهم ومشاعرهم مع لحظات الفراق الصعبة للحظة تلقيهم خبر استشهاد عائلاتهم.
لقد رد الطبيب عز الدين لولو على منشور الصحفية أبو زاهر يروي لحظة تلقيه خبر استشهاد عائلته كاتبا " كنتُ محاصرا داخل مستشفى الشفاء بعد تطوعي كطالب طب في قسم الطوارئ".
وخلال الحصار انقطع الاتصال والإنترنت وكل شيء ولم نعلم ما يحصل بالخارج، ومن ثم استقبلت اتصالا من دكتور في مستشفى المعمداني وقال لي "عظّم الله أجركم في أهلك تم قصف منزلكم، والدك وأخوك وزوجته وابنتهم وجدتك وأخوالك وزوجاتهم وأولادهم هم تحت الأنقاض، ووالدتك الناجية الوحيدة مصابة أخرجوها من تحت الأنقاض وهي تحت الرعاية الآن".
أما محمد، فكتب قصته قائلا "سؤال كثير صعب. بس أنا مش حقدر أمر مرور الكرام عن هذا السؤال لصعوبته.. أنا كنت أترجى من يسوى، ومن لا يسوى لتأمين خيمة لأهلي، ولأخي وأولاده، سكرت الخط مع أخي ووعدته بكرة بأن أوفر له خيمة. بس هو سبقني وجاب الكفن لجسده ولأطفاله ولزوجته وأنسابه .. انهمرت الاتصالات عليّ لكن أحد الاتصالات الذي تلقيته من طفله الناجي "محمود" الوحيد ليخبرني بأن الاحتلال قصفهم والجميع قد استشهد وهم أمام عينيه يخرجون الروح .. لم يبق أمامي سوى الصمت".
ورد جهاد حلس على السؤال، قائلا "ليتها كانت ليلة واحدة، ولكنها ليالٍ طويلة فقدت فيها من الأحباب والأصحاب ما أحتاج فيه إلى عمر فوق عمري حتى أشفى من فقدهم ولن أشفى !! فقدت قرابة 200 شخص من عائلتي وعشرات الأصحاب والأحباب!".
"ااااخ يا وجع قلبي.." بهذه العبارة التي يملؤها الألم كتب أبو يوسف قصته بالقول "رأيت الصاروخ وهو نازل عليهم فكنت أفكر أن أختي التي استشهدت وإذا أتفاجأ باستشهاد زوجتي وبناتي وأختي وزوجها وأولادها".
أما ديما هاني كانت هي من ضمن القصة، وعاشتها بكافة تفاصيلها، فقالت "كنت معهم بنفس المكان وطلعوني وضلوا أهلي تحت الركام 18 شهيدا كلهم تحت الركام وناجية وحيدة كنت بموت بكل لحظة وهم تحت وأنا طلعت ما زالوا أهلي تحت الأنقاض، وما زلت بتوجع عليهم كل يوم مثل أول يوم".
وروت نيفين قصتها، وكيف عاشت بين الأمل واليأس لشهور لمعرفة مصير عائلتها حتى وجدت جثثهم متحللة وتعرفت عليهم من بطاقات الهوية.
جميع القصص في غزة متشابه لأن أداة القتل واحدة هي الأداة الإسرائيلية التي لا تفرق بين أحد، ولم يمكن لتقرير واحد أن يسلط الضوء على حجم معاناة أهالي غزة، التي يعيشونها منذ أكثر من 10 أشهر بسبب الاحتلال الإسرائيلي، ولكنها ستبقى هذه القصص شاهدة على جرائم إسرائيل بحق شعب محاصر ويقتل كل يوم.
-
أخبار متعلقة
-
هيئة فلسطينية: إلغاء إسرائيل اعتقال المستوطنين يسهل جرائمهم
-
ارتفاع حصيلة عدوان الاحتلال على قطاع غزة إلى 44,176 شهيدا و104,473 مصابا
-
موقع إسرائيلي: نتنياهو يرصد تصرفات غالانت لإعلانه "منشقا" عن الليكود
-
الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي
-
تعطل المولد الكهربائي وشبكة الأوكسجين والمياه في مستشفى كمال عدوان بغزة
-
مستعمرون يقطعون عشرات أشجار الزيتون جنوب نابلس
-
الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم
-
"الأمم المتحدة": 2024 الأكثر دموية للعاملين الإغاثيين جراء العدوان على غزة