ففي أول عملية تبادل بعد إعلان استشهاد قائد أركان القسام محمد الضيف، سلّمت وحدة الظل القسامية سيغال (65 عامًا) في ميناء غزة، بحضور مئات من مقاتلي كتائبها المختلفة.
وكانت صور أعضاء المجلس العسكري، الذين أعلنت القسام مؤخرًا عن استشهادهم خلال المعركة، وعلى رأسهم الضيف، حاضرة على منصة التسليم.
وشارك في تأمين العملية مقاتلون من وحدات المشاة والقنص والدروع التابعة للقسام، وفق ما ذكرت وسائل إعلام في غزة محمد، حيث انتشروا في المكان لساعات قبل وصول وحدة الظل، التي حضرت بزيّها الخاص ومركباتها الخاصة، وبرفقتها سيغال الذي احتفظت به طيلة 15 شهرًا.
لكن المفاجأة الكبرى تمثّلت في حضور قائد كتيبة الشاطئ، أبو عمر الواجري، عملية التسليم بزيّه العسكري، وهو الرجل الذي أعلن الجيش الإسرائيلي مقتله خلال الحرب.
ومنذ الصباح الباكر، توافد مئات الفلسطينيين إلى ميناء غزة لحضور عملية تسليم سيغال، حيث قامت بعض النساء بنثر الورود على رؤوس المقاتلين، فيما وزّع آخرون الحلوى.
ولأول مرة، تمكن الفلسطينيون من الوصول إلى الميناء عبر شارع الرشيد الساحلي، الذي منعهم الاحتلال من دخوله طيلة فترة الحرب. ورغم ذلك، فضّل الكثيرون حضور تسليم سيغال على العودة إلى منازلهم.
وقطع هؤلاء مسافات تصل إلى 10 كيلومترات لحضور هذا المشهد التاريخي. وكان اختيار موقع التسليم مقصودًا، حيث مرّ به العائدون إلى بيوتهم في الشمال، حتى إن بعض جرحى الحرب أصرّوا على حضور عملية تسليم الأسير الأميركي.
وكما حدث في عمليات التسليم السابقة، ظهرت الأسلحة الإسرائيلية التي غنمتها المقاومة من الجيش الإسرائيلي خلال عملية طوفان الأقصى على أكتاف مقاتلي القسام، غير أن أسلحة أكثر تطورًا شوهدت خلال تسليم سيغال.
وكان تموضع مقاتلي القسام في المكان مدروسًا بدقة، ما أرسل رسالة قوية إلى إسرائيل بأن الكتائب قد استعادت قوتها وتنظيمها العسكري.
وأشارت تقارير صحفية بأن مراسم تنظيم عملية التسليم كشفت عن بقاء حماس سياسيًا في قطاع غزة، مضيفًة أن ما ظهر اليوم "هو جيش كامل، وليس مجرد منظمات إرهابية كما تحاول إسرائيل تصويره".
كما كانت السيارات البيضاء، التي تثير الرعب في قلوب الإسرائيليين، حاضرة أيضًا في عملية التسليم، وهي نفسها التي اقتحمت غلاف غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وردّد المقاتلون الهتاف الشهير "حُطّ السيف قُصاد السيف.. إحنا رجال محمد ضيف"، فيما أشار كرام إلى أن المتحدث العسكري الإسرائيلي سيكون مطالبًا بالرد على هذه المشاهد، التي تتناقض تمامًا مع تصريحاته المتكررة عن تدمير القسام.
وتم تسليم سيغال وهو في كامل صحته وأناقته، حيث منحته المقاومة هدية له ولزوجته، التي كانت أسيرة وأُفرج عنها خلال الهدنة الأولى في نوفمبر/تشرين الثاني 2023.
وقبل تسليم سيغال، سلّمت كتائب القسام الأسيرين الإسرائيليين ياردن بيباس وعوفر كالدرون في مدينة خان يونس جنوب القطاع، حيث تم نقلهما في عربة عسكرية، قالت القناة 12 الإسرائيلية إن المقاومة غنمتها خلال عملية طوفان الأقصى.
الجزيرة
-
أخبار متعلقة
-
معاريف: مهمة صعبة لنتنياهو في واشنطن
-
أسماء المفرج عنهم من المعتقلين ضمن اتفاق وقف إطلاق النار
-
استعدادات بغزة لتسليم 3 إسرائيليين ضمن دفعة التبادل الرابعة
-
الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم ومخيمها: حرق وتفجير منازل
-
كتائب القسام تعلن أسماء 3 محتجزين ستفرج عنهم السبت
-
الصحة العالمية تدعو إلى الإخلاء الطبي العاجل من قطاع غزة
-
الاحتلال يفرج عن 90 أسيرا فلسطينيا السبت
-
الإتحاد الأوروبي يعلن نشر البعثة المدنية الأوروبية بمعبر رفح