الثلاثاء 2025-11-04 02:36 م
 

الغارديان: انتشال الجثث من تحت أنقاض غزة أصعب مهمة في تاريخ الحروب الحديثة

الغارديان: انتشال الجثث من تحت أنقاض غزة أصعب مهمة في تاريخ الحروب الحديثة
الغارديان: انتشال الجثث من تحت أنقاض غزة أصعب مهمة في تاريخ الحروب الحديثة
 
08:53 م
الوكيل الإخباري-   نشرت صحيفة الغارديان تقريرًا مطولًا يعكس حجم الجهود الجبارة التي يبذلها الفلسطينيون لانتشال الجثث المدفونة تحت أنقاض المباني في قطاع غزة المترامي الأطراف.اضافة اعلان


وصفت الصحيفة المهمة بأنها الأكثر مشقة في تاريخ الحروب الحديثة، مشيرة إلى أن الجهود تقتصر على الأبنية الصغيرة، إذ تبقى العمارات المدمرة بالكامل عصيّة على الحفر اليدوي.

وبعد مرور أكثر من عام على اندلاع الحرب الإسرائيلية، ومع استمرار مفاوضات الهدنة الهشة، بدأ الفلسطينيون في الحفر وسط نحو 61 مليون طن من الركام، ويُعتقد أن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص ما زالوا مدفونين تحته، وقد يرتفع العدد إلى 14 ألفًا وفق تقديرات أخرى.

تحدثت الصحيفة إلى عدد من العائلات الفلسطينية التي تبحث بيأس عن جثامين أقاربها المفقودين، وإلى عناصر من الدفاع المدني الفلسطيني، وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو حجم المهمة الماثلة أمامهم.

وتعتمد فرق الإنقاذ على أدوات بدائية مثل المجارف والمعاول وعربات اليد والمناجل وأيديهم العارية، فيما لم تتلقَ طلباتهم لإدخال الجرافات والآلات الثقيلة أي استجابة من الجانب الإسرائيلي. وحتى مع توفر المعدات، يُتوقع أن تستغرق العملية نحو 9 أشهر.

أشارت الغارديان إلى أن 472 جثة فقط استُخرجت خلال أول 16 يومًا من الهدنة، فيما أُعيدت 195 جثة فلسطينية من إسرائيل مقابل رفات رهائن.

كما رسم التقرير صورة معاناة سكان القطاع، حيث تصطف مئات الأسر يوميًا أمام المستشفيات ومقرات الدفاع المدني بحثًا عن ذويهم، فيما فقدت بعض العائلات عشرات من أفرادها تحت الركام.

وأكد التقرير أن التعرف على الجثث ليس مسألة كرامة فحسب، بل ضرورة للصحة النفسية لمن تبقوا على قيد الحياة، إذ يولّد فقد المفقودين اضطرابات نفسية جماعية تشمل الاكتئاب والصدمات واضطراب الهوية.

ورغم الهدنة الجزئية، ما زالت غزة أشبه بمدينة مهدّمة بلا ملامح، وتقول الأمم المتحدة إن إزالة الركام بالكامل قد تستغرق 7 سنوات، وسط تضرر 77% من شبكة الطرق ووجود كميات ضخمة من الذخائر غير المنفجرة.

ويحذر خبراء نزع الألغام من أن عودة السكان إلى منازلهم ستزيد من المخاطر، خصوصًا مع استمرار الغارات الإسرائيلية المتفرقة، ما يجعل عمليات الانتشال محدودة.

اختتمت الغارديان تقريرها بالقول إن القطاع بات اليوم أشبه بـ"فسيفساء" من القشور الخرسانية والجدران الممزقة وأحياء سكنية مليئة بالحفر وأكوام الأنقاض، وطرقات لا تقود إلى مكان، ويبقى السؤال: ما الذي يمكن أن ينهض من جديد؟

الجزيرة 
 
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة