وشارك في الندوة التي حملت عنوان "تحولات المجتمع، تحولات الرواية الأردنية" ونظمتها لجنة العلوم الاجتماعية في الرابطة، كل من الروائية سميحة خريس وأستاذ النظريات الاجتماعية الباحث الدكتور مجد الدين خمش والروائي مجدي دعيبس، وأدارتها أمين سر الرابطة القاصة سامية العطعوط.
وقالت خريس إن العلاقة بين الرواية والمجتمع جدلية ووطيدة وكثيرة التماس رغم ظهور روايات خارج هذا الإطار، مشيرة الى أن الكاتب حساس بطبعه حساس خاصة فيما يتعلق بالتفاصيل والتغيرات التي تطال مجتمعه ومهموم بالقضايا الفلسفية والفكرية والسياسية.
واستعرضت نشأة الرواية الأردنية، مشيرة إلى أن بدايات الرواية كانت تحاكي الروايات العربية الكلاسيكية وافتقدت التماسك الجيد إلا أنها بدأت تتشكل كرواية أردنية تنبض من المجتمع الأردني وسياقاته مع كتابات الروائيين الراحلين تيسير السبول وغالب هلسة، نتيجة التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي عاشها المجتمع الأردني.
ولفتت الى أن فترة الثمانينيات من القرن الماضي شهدت زخما في نهوض وتشكل الرواية الأردنية التي نهلت من سياقات وتحولات المجتمع الأردني وصولا الى وقتنا الحاضر.
وتحدثت خريس عن تجربتها الروائية في روايتها "شجرة الفهود" التي نهلت من مكنونات المجتمع الأردني، مشيدة بكتاب الرواية الأردنيين خصوصا ما قدموه من عناصر بحث وتفاصيل وحفر في تحولات المجتمع الأردني وكذلك الكتابة عن المكان الأردني.
من جهته أشار خمش إلى أن الراوي والرواية بحاجة الى ثقافة العلوم الاجتماعية وربط نفسه بثقافة المجتمع وتقديم رواية عن الواقع الاجتماعي بحبكة فنية واقعية مؤثرة، لافتا الى أن الروايات التي أسهمت بالتأثير على وعي الناس عالميا قليلة.
واستعرض سيرورة الرواية الأردنية، رائيا انها ارتبطت في بداياتها المبكرة بعشرينيات القرن الماضي بالنثر والوعظ الأخلاقي، مستحضرا كتابات الروائي الراحل محمد صبحي أبو غنيمة التي غلب عليها الوعظ.
وتطرق الى كتابات الروائي الراحل عقيل أبو الشعر الذي انشغلت كتاباته بالقضايا السياسية في حقبة مبكرة أواخر العهد العثماني.
وأشار إلى أنه في أواخر أربعينيات القرن الماضي عايشت الرواية الأردنية النكبة الفلسطينية وتزايد النشاط الحزبي ما اسهم بخلق فضاءات جديدة للرواية تحاكي التحولات السياسية والمجتمعية التي نتجت عن النكبة، مشيرا إلى روايات الراحلين عبدالحليم عباس وعيسى الناعوري وشكري شعشاعة، حيث أن أعمالهم تعاملت مع التحولات المجتمعية وآثار النكبة بكل ابعادها ولكن مع حضور قليل لخيال الراوي او الروائي.
بدوره قال دعيبس انه لطالما كانت التحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية هدفا لأقلام الروائيين الذين يبحثون عن تفاصيل مهمة في حياة المجتمع للانطلاق منها وبناء حبكة روائية تقدم هذا التغيرات وما تبعها من تأثير مباشر وغير مباشر على حياة الشخصيات التي مثل شريحة واسعة من المجتمع.
وأشار الى الفرق بين الباحث والروائي، مبينا أن الأول يعتمد منهجية علمية معروفة ومراجع موثوقة وغيرها من أدوات بينما الروائي يأخذ الظاهرة ويسقطها على ذاتية الشخصيات ويتعامل معها من وجهة نظر فردية.
ولفت إلى أن الرواية تنبثق من واقع سياسي اجتماعي اقتصادي ثقافي، وتلتحم مع خصوصية المكان والزمان، وتعاين تأثير كل هذه العناصر على الشخصيات ضمن حبكة تقدم رؤية الكاتب للمجتمع والحياة الإنسانية المنقوصة.
واستعرض دعيبس عددا من الروايات ومحاكاتها للتحولات المجتمعية بمعطياتها السياسية والاقتصادية والمجتمعية والفكرية والمكانية، منها "الطريق الى بلحارث" للراحل جمال ناجي و "براري الحمى" لإبراهيم نصرالله و "سلطانة" لغالب هلسة و "أبناء القلعة" والزوبعة" للراحل زياد قاسم و "ماري روز تعبر مدينة الشمس" لقاسم توفيق و "ذيب الصالح" للراحل موسى الأزرعي.
-
أخبار متعلقة
-
أنشطة لتعزيز جودة الحياة والتنمية المستدامة في المحافظات
-
سفير الأردن في تونس يبحث تعزيز التعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية
-
منتدى الاستراتيجيات يسلط الضوء على الوضع المائي بالأردن
-
أمسية شعرية في منتدى الرصيفة الثقافي
-
السفير ماجد القطارنة يقدم أوراق اعتماده في الإمارات
-
الفطرة الأخلاقية بين الخطاب والامتحان العالمي
-
الحكومة تعدل نظام بدل خدمات المرور على الطرق لسنة 2025
-
"البحوث الزراعية" يوقع اتفاقيات مع القطاع الخاص لمواجهة التحديات الزراعية