الإثنين 2025-03-10 03:34 م
 

اعتراف عربي ودولي .. عمّان تتوج عاصمة رقمية للعالم العربي لعام 2025

أرشيفية للعاصمة عمان
أرشيفية للعاصمة عمان
 
11:54 ص

الوكيل الإخباري-   أكد معنيون في تكنولوجيا المعلومات أن اختيار مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات العاصمة "عمّان" لتصبح عاصمة العالم العربي الرقمية في عام 2025، يُعد إنجازًا وطنيًا وعربيًا يعزز مكانة الأردن كمركز إقليمي رائد في مجال التحول الرقمي.

وقالوا إن هذا الإنجاز الكبير جاء نتيجةً للجهود التي تبذلها المملكة في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ويعكس الجهود المتواصلة في تعزيز التحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار.

تم الإعلان عن اختيار العاصمة عمّان لتكون "عاصمة العالم العربي الرقمية" لعام 2025، خلال الدورة الـ28 لمجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات، التي استضافتها وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات بجمهورية مصر العربية في 23 كانون الثاني الماضي.

وأكد الرئيس التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "إنتاج"، المهندس نضال البيطار، أن اختيار العاصمة "عمّان" لتصبح عاصمة العالم العربي الرقمية يُعد إنجازًا وطنيًا وعربيًا يعزز مكانة الأردن كمركز إقليمي رائد في مجال التحول الرقمي.

وأضاف أن هذا الاختيار يأتي تتويجًا للجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص في بناء بنية تحتية ذكية وتطوير خدمات رقمية مبتكرة، كما يمثل اعترافًا دوليًا بتميز الأردن الرقمي، حيث نجح الأردن في توطين التقنيات الحديثة مثل الحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا المالية لخدمة أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن هذه الخطوة ستعزز ثقة المستثمرين العالميين بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني، لا سيما مع وجود كفاءات وطنية مؤهلة وبيئة تشريعية داعمة، قائلًا إن "عمّان ستكون منصة لتعزيز الشراكات بين الدول العربية نحو التحول الرقمي، وفي مجالات مثل الأمن السيبراني والتكنولوجيا المالية والمدن الذكية".

ولضمان نجاح هذه الخطوة، شدد البيطار على ضرورة توسيع نطاق المشاريع الذكية، مثل أنظمة النقل الذكية، وإنارة الشوارع الذكية، وأنظمة إدارة النفايات الذكية، ومراكز بيانات صديقة للبيئة، وتطبيقات تفاعلية خاصة بترويج السياحة مع قصص تاريخية مدعومة بالذكاء الاصطناعي.

كما دعا إلى دعم حاضنات الأعمال التقنية وربطها بفرص التمويل الإقليمي، مع التركيز على حلول تخدم الأولويات العربية، مثل الزراعة الذكية والصحة الإلكترونية.

وأكد أهمية تكثيف التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص والقطاع الأكاديمي لتصميم سياسات مرنة تدعم التحول الرقمي وتواكب المتغيرات التقنية، مشيرًا إلى ضرورة تطوير برامج تدريبية متخصصة بالشراكة مع الجامعات والشركات العالمية في مجالات مثل البيانات الضخمة، البلوك تشين، والذكاء الاصطناعي.

كما شدد على أهمية تبادل الخبرات مع الدول العربية في مجالات متعددة مثل الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي، وضرورة دعم الفعاليات التقنية والتكنولوجية والهاكاثونات، بهدف عرض إنجازات الأردن الرقمية وجذب الشركات العالمية.

من جهته، قال مستشار وخبير تكنولوجيا المعلومات المهندس عبدالحميد الرحامنة، إن اختيار العاصمة عمّان لتكون "عاصمة العالم العربي الرقمية" جاء نتيجةً للجهود التي تبذلها المملكة في تطوير قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

وأضاف أنه يجب المحافظة على هذا الإنجاز من خلال ركائز رئيسية، منها: رؤية استراتيجية واضحة الأهداف تحقق تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني في أن تكون لدينا بيئة رقمية جاذبة للاستثمار، وتطوير البنية التحتية الرقمية من خلال تعزيز شبكات الإنترنت عالية السرعة، وتوسيع نطاق مراكز البيانات وتعزيز الحوسبة السحابية، والعمل على تطوير العاصمة لتصبح مدينة ذكية عبر استخدام تقنيات مثل إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي.

وتابع أن من ضمن الركائز كذلك توفر الموارد البشرية الكفؤة والمدربة، والأمان والخصوصية والتوعية الجادة في مجال أمن المعلومات والأمن السيبراني، بالإضافة إلى وجود تشريعات وسياسات تساعد على إصدار القوانين ذات العلاقة أو تحديثها، مؤكدًا ضرورة توفر خدمات حكومية إلكترونية متكاملة.

بدوره، قال عميد كلية الذكاء الاصطناعي في جامعة البلقاء التطبيقية الدكتور عمر الزعبي، إن هذا الإنجاز الكبير يعكس الجهود المتواصلة التي تبذلها المملكة في تعزيز التحول الرقمي وبناء اقتصاد قائم على المعرفة والابتكار، مبينًا أن هذا الاختيار يمثل اعترافًا دوليًا وعربيًا بالدور الريادي الذي تلعبه عمّان في مجال التكنولوجيا والتحول الرقمي.

وأضاف أن عمّان، ببنيتها التحتية الرقمية المتطورة وبيئتها الداعمة للابتكار، أصبحت نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، حيث يؤكد هذا التكريم على التزام الأردن بقيادة مسيرة التحول الرقمي في العالم العربي، وتعزيز التعاون الإقليمي في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال الرقمية.

وأوضح أنه لضمان نجاح عمّان كعاصمة عالمية رقمية، يجب أن نعمل على عدة محاور رئيسية لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، فلا بد من التركيز على تطوير البنية التحتية الرقمية، وتعزيز شبكات الاتصال وإنترنت فائق السرعة، ودعم تقنيات الجيل الخامس، حيث يُعد ذلك من الركائز الأساسية لضمان بيئة رقمية متطورة تواكب متطلبات العصر الرقمي وتدعم مختلف القطاعات.

وشدد على ضرورة تمكين الشركات الناشئة والمشاريع الرقمية، من خلال توفير بيئة داعمة لريادة الأعمال، تشمل تقديم التسهيلات المالية، وتبسيط الإجراءات القانونية، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص، مما يشجع الابتكار ويسهم في خلق فرص اقتصادية جديدة تعزز مكانة عمّان كمركز ريادي في المجال الرقمي.

وأضاف الزعبي أن تعزيز المهارات الرقمية يمثل عاملًا حاسمًا في نجاح هذه المبادرة، إذ يتطلب الاستثمار في التعليم والتدريب الرقمي لتأهيل الكفاءات المحلية، وتمكينها من مواكبة التطورات التكنولوجية المستمرة، مما يسهم في بناء قاعدة بشرية قادرة على قيادة التحول الرقمي بفعالية.

اضافة اعلان


وبيّن أنه لا ينبغي أن نغفل عن الدور المحوري الذي تلعبه الجامعات في دعم رؤية عمّان كعاصمة عالمية رقمية لعام 2025، من خلال تطوير برامج أكاديمية متخصصة في التحول الرقمي، مثل الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وتأهيل خريجين قادرين على دعم الاقتصاد الرقمي.

وأشار إلى أهمية البحث العلمي والابتكار عبر إنشاء مراكز بحثية متخصصة، وتقديم حلول تقنية حديثة لمواكبة التغيرات الرقمية، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات مع القطاعين العام والخاص لدعم ريادة الأعمال الرقمية وتنظيم مؤتمرات وحاضنات أعمال متخصصة.

ونوّه بأنه يمكن للجامعات تقديم برامج تدريبية مكثفة لتطوير المهارات الرقمية للعاملين في مختلف القطاعات، مما يعزز الجاهزية للتحول الرقمي. كما تلعب دورًا في نشر الوعي بأهمية التكنولوجيا والابتكار من خلال دمج المفاهيم الرقمية في التخصصات الأكاديمية، حيث تساهم هذه الجهود في بناء بيئة رقمية مستدامة تدعم رؤية عمّان وتعزز تنافسية الأردن على المستويين الإقليمي والدولي.

وتابع الزعبي أن الأمن السيبراني وحماية البيانات يُعدّان عنصرين أساسيين لنجاح هذه المبادرة، إذ يتطلب النجاح في هذا المجال تطوير سياسات وتشريعات تحمي أمن المعلومات وتعزز الثقة في المنظومة الرقمية، مما يشجع الأفراد والمؤسسات على الاعتماد على الحلول الرقمية دون قلق من المخاطر الأمنية.

وأضاف أن التعاون الإقليمي والدولي يعد عنصرًا محوريًا لتعزيز التحول الرقمي، حيث يمكن لتوسيع الشراكات مع الجهات العربية والدولية أن يدعم تبادل الخبرات والتجارب، مما يتيح الاستفادة من أحدث الابتكارات وأفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

وأوضح أن هذا الاختيار يشكل فرصة ذهبية لتسليط الضوء على إمكانيات الأردن الرقمية، وتعزيز مكانة عمّان كمركز إقليمي للابتكار والتكنولوجيا، داعيًا مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص إلى العمل المشترك لتحقيق رؤية طموحة تجعل من عمّان نموذجًا ناجحًا للعواصم الرقمية العربية.


 
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 



 

الأكثر مشاهدة