تجربة الولادة داخل خيمة، في ظل حرب لا ترحم، تُعد انتهاكًا صارخًا لأبسط حقوق الأمومة والطفولة، وتجسّد معاناة إنسانية مركبة لنساء يواجهن المخاض مرتين: مرة في أجسادهن، ومرة في واقع لا يرحم.
تستعيد الباهي (21 عامًا) تفاصيل تلك الليلة بالقول: "رأيت الموت بأم عيني، وكنت أعتقد أنها النهاية لي ولطفلي. جاءني المخاض في وقت متأخر من الليل، فحاولت الوصول إلى المستشفى لكن القصف كان كثيفًا، واتصالاتنا بالإسعاف لم تُجدِ نفعًا".
وتتابع بصوت متهدج: "كنت أصرخ من الألم والخوف، وازدادت معاناتي لعدم وجود أي رعاية طبية، خاصة أنني فقدت حملين سابقين".
أسرع زوجها لطلب المساعدة من أحد الجيران، وهو طبيب يعمل في مستشفى ناصر، ليصل إلى الخيمة بعد دقائق قليلة، حيث تمكن بمساعدة والدة الزوج من توليدها بعد نحو أربعين دقيقة.
تقول الباهي: "كان الرمل يملأ ملابسي وملابس طفلي. لم أستطع تنظيف جسدي أو تعقيمه، ولا يوجد مرحاض كما يجب. لفّوا مولودي بفوطة غير نظيفة دون قطع حبله السري، وبقينا هكذا حتى الصباح، إلى أن وصلت إلى المستشفى على عربة يجرها حيوان".
وتختم: "لم يكن مخاضًا واحدًا كما يجب، بل مخاضًا مرتين؛ مرة للولادة، ومرة للبقاء على قيد الحياة".
قصة مشابهة عاشتها آلاء مسعود (18 عامًا)، التي اضطرت هي الأخرى إلى الولادة في خيمة بعد عجزها عن الوصول إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح، لتنتهي تجربتها بمأساة فقدان مولودها المنتظر.
يروي زوجها محمد سعيد (23 عامًا): "مرت أشهر الحمل بسلام، لكن مع اشتداد القصف على منطقتنا في دوار زايد شمال القطاع، اضطررنا إلى النزوح سيرًا على الأقدام نحو دير البلح. وفي الطريق جاءها المخاض".
"جلست زوجتي على قارعة الطريق وهي تصرخ من الألم، فخرجت امرأة من خيمة قريبة تعرض المساعدة. حاولت توليدها رغم خوفها الشديد، وبعد ساعة نزل الطفل ميتًا".
ويضيف بصوت متهدج: "حين سمعت زوجتي بخبر وفاة الطفل أُغمي عليها، ولم تفق إلا في اليوم التالي من شدة الصدمة والتعب".
-
أخبار متعلقة
-
قادة الفصائل الفلسطينية يستقبلون الأسرى المبعدين إلى مصر
-
أمير قطر: سعداء بنتائج قمة شرم الشيخ ونأمل بتوافقات تدعم حل القضية الفلسطينية
-
الأمم المتحدة تخصص 20 مليون دولار لغزة من صندوق الطوارئ
-
ترامب: نتحدث عن إعمار غزة لا عن حل دولة أو دولتين
-
قوات الاحتلال تقتحم مناطق في نابلس وطوباس
-
البرلمان العربي يرحب بمخرجات قمة شرم الشيخ للسلام وتوقيع الاتفاق
-
فيديو .. إعدام مجموعة من العملاء في غزة على يد المقاومة
-
ترامب: الحرب انتهت والمساعدات بدأت في التدفق إلى القطاع