ورغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، فإن الحصول على مشتقات المحروقات لا يزال مهمة صعبة للغاية، ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواصلات العامة إلى أضعاف ما كانت عليه قبل العدوان، بسبب شحّ مادتي البنزين والسولار اللازمتين لعمل المركبات.
ووصل سعر لتر السولار إلى أكثر من عشرة أضعاف ثمنه قبل العدوان، متجاوزًا 50 شيقلًا، ما رفع أجرة المواصلات العامة إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه سابقًا، فأصبحت وسائل النقل التقليدية ترفًا لا يستطيع كثيرون تحمّله، ما دفع البعض إلى البحث عن بدائل غير مألوفة، سواء للتنقل أو لكسب قوتهم اليومي.
الفلسطيني بكر القاضي (30 عامًا)، خريج بكالوريوس الاجتماعيات، وجد نفسه مضطرًا للعمل على عربة يجرّها حمار منذ بداية العدوان، بعدما تعذّر عليه العثور على عمل آخر.
ويقول القاضي: "لم يكن في مخطط حياتي أن أعمل بهذه الطريقة، لكن الحرب غيرت كل شيء، فصرت أعتمد على الحمار لنقل البضائع والركاب مقابل أجرة بسيطة".
وفي ظل اعتماد الفلسطينيين على العربات التي تجرّها الدواب للتنقل، ارتفع سعر هذه الدواب بصورة جنونية.
ويضيف القاضي: "قبل الحرب، كان ثمن الحمار لا يتجاوز 3000 شيقل، لكنه الآن يصل إلى 25,000 شيقل، بسبب ندرة المواشي والطلب المتزايد عليها".
ورغم ذلك، فإن هذا العمل بالكاد يكفي القاضي لسدّ احتياجات أسرته، إذ يوفر ما يعادل 100 شيقل يوميًا، لكنه يواجه مصاريف تشغيلية مرتفعة كانت تصل إلى نحو 120 شيقلًا يوميًا خلال العدوان، وانخفضت إلى 50 شيقلًا بعد سريان وقف إطلاق النار.
أما الفلسطيني محمد حجازي، وهو سائق "تكتك"، وهي مركبة بثلاث عجلات تجرّ عربة حديدية لنقل الركاب والبضائع، فقد وجد نفسه مضطرًا إلى تعديل مركبته بسبب أزمة الوقود الحادة.
وفي حديث يقول حجازي: "بسبب ارتفاع أسعار الوقود ونُدرته، اضطررت إلى تحويل "التكتك" إلى العمل بالغاز، رغم أن سعر الكيلوغرام منه يصل إلى 40 شيقلًا، أي حوالي 12 دولارًا".
ويضيف متحسرًا: "ارتفاع تكلفة التشغيل يجعلنا نأخذ أجرة مرتفعة من الركاب، ورغم أن دخلهم محدود، فإننا لا نملك خيارًا آخر".
كما يشير إلى أزمة أخرى تواجه أصحاب هذه المركبات، وهي عدم توفر قطع الغيار بسبب الحصار، ما يجعل أي عطل في المركبة أزمة كبيرة لا حلّ لها.
ويتابع: "الطرقات غير صالحة، والحوادث متكررة، والكثير من الناس أصيبوا أو فقدوا حياتهم بسبب سوء البنية التحتية".
وفي ظل هذه الظروف، يبقى الفلسطينيون في قطاع غزة عالقين بين الحاجة إلى التنقل وكسب الرزق، وبين تحديات اقتصادية وأمنية تتزايد يومًا بعد يوم، بينما تظل الحلول بعيدة المنال في ظل استمرار الحصار والأوضاع الصعبة.
وأزمة المواصلات والتنقل ليست سوى جزء من المأساة التي يعيشها القطاع منذ بدء العدوان الإسرائيلي قبل 15 شهرًا، إذ ما زالت جثامين الشهداء تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والإنقاذ عن الوصول إليهم بسبب الدمار الهائل وانعدام الإمكانيات.
وفا
-
أخبار متعلقة
-
أنباء عن قمة وشيكة بالبيت الأبيض بشأن غزة
-
القسام تفرج السبت عن 6 إسرائيليين مقابل 602 أسير فلسطيني
-
هيئة البث الإسرائيلية: نتائج مثيرة للاهتمام كشفها تشريح جثة السنوار
-
عاجل إسرائيل تدفع بـ3 كتائب إلى الضفة وتعتقل يهوديًا بسبب تفجير حافلات
-
الاحتلال يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الـ 32 على التوالي
-
حماس: رفات شيرى بيباس اختلطت بشخص آخر بعد قصفهم بأوامر من نتنياهو
-
نتنياهو: حماس سلمتنا جثة امرأة من غزة وليست الأسيرة الإسرائيلية !
-
نتنياهو: حماس "ستدفع ثمن" عدم إعادة جثة شيري بيباس