لم يعد النوم في فناء المنزل مجرد عادة في ليالي انقطاع الكهرباء، بل أصبح مخاطرة قد تكون قاتلة.
شاب من ضاحية الثورة كان مستلقيًا يحاول التقاط بعض الهواء البارد، قبل أن تمزق رصاصة طائشة قدمه".
تم نقله إلى مستشفى النو في أم درمان، حيث خضع للعلاج والتغيير على الجرح لمدة 21 يومًا. حادثة أخرى تضاف إلى قائمة الضحايا الذين يسقطون بسبب إطلاق النار العشوائي.
ويقول أحد شهود العيان من أم درمان في تصريحات صحفية: "
في غضون أسبوع واحد فقط من شهر فبراير الجاري، سجلت المستشفيات في أم درمان 51 إصابة على الأقل برصاص طائش. لكن الرقم الأكثر صدمة كان يوم إعلان استعادة السيطرة على ود مدني، حيث أصيب 55 شخصًا خلال ساعات قليلة، معظمهم داخل منازلهم أو أثناء تنقلهم في الشوارع.
ويروي أحد الأطباء قصة تقطع القلب، قائلًا:
"أدخلوا إلى الطوارئ طفلة في السادسة، كانت تمسك بدميتها عندما أصابتها رصاصة في كتفها. كانت تبكي وتسأل والدتها: هل كنت فتاة سيئة؟ لماذا أطلقوا النار عليّ؟"
كلمات الطفلة كانت أكثر قسوة من جراحها، فهي لم تكن بحاجة إلى علاج طبي فقط، بل إلى إجابة على سؤال لا يملك أحد إجابته.
وفي ظل هذه الفوضى، يتساءل كثيرون بمرارة: كيف يمكن للأطفال أن يعودوا إلى مدارسهم بينما الطلقات تخترق الجدران والمساجد والمتاجر؟ كيف يمكننا أن نحيا حياة طبيعية في مدينة تمطر رصاصًا؟ لم يعد السؤال "من يطلق النار؟" مهمًا، فالإجابة باتت واحدة: "لا تسأل.. من أنت لتسأل؟"
وفي النهاية، يبقى التساؤل الأكبر كما يقول مواطنو أم درمان: لماذا يُستخدم السلاح ضد الأبرياء بدلًا من حمايتهم؟ في مدينة تعيش تحت تهديد مستمر بفعل الحرب الطاحنة والقذائف العشوائية، يبدو أن الرصاصة الطائشة لم تعد طائشة.. بل موجهة ضد الحياة نفسها.
وفي مدينة أصبحت فيها السماء مصدر خطر لا رحمة فيه، لا أحد يعرف متى وأين ستسقط الرصاصة القادمة. وبينما يطالب السكان بوضع حد لهذا الجحيم اليومي، يبقى السؤال معلقًا في سماء أم درمان: هل أخطأت المدينة حين طلبت الطمأنينة؟
العربية
-
أخبار متعلقة
-
الجزائر تعلن الحداد
-
ترامب: لا خطط وشيكة لمعاقبة الصين على شراء النفط الروسي
-
زيلينسكي: أوكرانيا تدعم عقد قمة ثلاثية ومستعدة للتعاون
-
18 قتيلاً إثر حادث تدهور حافلة في الجزائر
-
قمة ترامب وبوتين بشأن الحرب في أوكرانيا تبدأ في ألاسكا
-
بيسكوف يكشف عن خطط بوتين بعد قمة ألاسكا مع ترامب
-
دعوى قضائية لوقف سيطرة ترامب على شرطة واشنطن
-
السعودية تعتمد نظاماً جديداً لتملك غير السعوديين للعقار