الأربعاء 2025-12-03 02:45 ص

هل مغامرة ترامب في فنزويلا تخرج عن سيطرته ؟ تقرير يجيب

هل مغامرة ترامب في فنزويلا تخرج عن سيطرته ؟ تقرير يجيب
هل مغامرة ترامب في فنزويلا تخرج عن سيطرته ؟ تقرير يجيب
11:58 م
الوكيل الإخباري-   تجد إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نفسها في مواجهة معضلة متصاعدة في فنزويلا، حيث تتعرَّض مغامرة تغيير النظام لخطر التحول إلى مستنقع استراتيجيّ وسياسيّ وقانونيّ.اضافة اعلان


في مسعى لتحديد الخطوات التالية وسط تطورات تفلت من السيطرة، جمع ترامب مساء الاثنين كبار مساعديه الأمنيّين والقوميّين في اجتماع بالمكتب البيضاوي. يأتي هذا في وقت يتحدَّى فيه الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الضغوطَ الأمريكية، حيث ظهر قبل المحادثات في تجمع حاشد في كاراكاس قائلاً: "لا نريد سلامَ العبيد، ولا نريد سلامَ المستعمرات"، مما حطَّم الشائعات حول احتمالية استسلامه.

وبحسب تحليل لشبكة "سي إن إن"، أضعفت التطورات الأخيرة الموقفَ السياسيّ الداخليّ لحملة ترامب، خاصَّة مع فشل البيت الأبيض في احتواء الجدل المتنامي حول ضربةٍ عسكريّة أمريكيّة في البحر الكاريبي قتلت ناجين من قاربٍ يُزعم استخدامه في تجارة المخدّرات. ويحذر ديمقراطيّون في الكونغرس من جريمة حرب محتملة، بينما يبدي بعض الجمهوريّين استعدادًا غير مألوفٍ للتحقيق في الإدارة.

تستهلك المواجهة مع فنزويلا الآن واشنطن بعد أكثر من أربعة أشهر من التصعيد العسكريّ والضغط السياسيّ والاقتصاديّ، والذي يتجلّى في نشر حاملةِ الطائرات الأمريكية الكبرى "يو إس إس جيرالد آر. فورد" وأساطيلٍ من السفن الحربيّة قبالة السواحل الفنزويلية.

ويواجه ترامب ووزراؤه — بمن فيهم وزير الحرب بيت هيغسيث، الذي يواجه تدقيقًا متزايدًا لدوره في ضربات القوارب — معضلةً استراتيجيّةً عميقةً. فبعد أن هدّد ترامب الخميس الماضي بأن الهجمات على أهداف كارتلات المخدّرات في فنزويلا ستبدأ "قريبًا جدًا"، وأعلن السبتَ إغلاق المجال الجوي للبلاد، لم يغادر مادورو إلى أيِّ مكان، ممّا يضع الرئيسَ الأمريكيَّ في موقفٍ حساسٍّ يتعلق بمصداقيّة تهديداته دون تصعيدٍ عسكريٍّ حاسم.

كانت واشنطن تأمل أن يؤدي التحرّش العسكريُّ إلى إرباك مادورو لدرجة القبول بالنفي أو أن يطيح به جنرالاتٌ مقرَّبون، لكن استمرار النظام يضع ترامب على المحكّ للوفاء بتهديده بالتصرُّف "بالطريقة الصعبة". كما يثير عناد مادورو تساؤلاتٍ حول مدى فعاليّة الضغط الأمريكي دون تدخُّلٍ عسكريٍّ مباشر.

وتبدو فكرة غزوٍ كاملٍ لفنزويلا غير قابلةٍ للتصديق، ممّا يترك لترامب خياراتٍ محدودةً قد لا تؤدّي إلا إلى توحيد الرأي العام الفنزويلي حول مادورو. وفي الوقت نفسه، يمثل نجاح الإطاحة السلمية به انتصارًا محتملاً لسياسة ترامب الخارجية، بينما يشكّل فشلها رسالةً مدمِّرةً لمصداقيّته وسلطته.

يزداد الجدل الداخلي سخونةً حول الضربة العسكريّة في 2 سبتمبر، حيث يثير احتمال وقوع هجومٍ "نقرٍ مزدوج" — استهدف الناجين من الضربة الأولى — مخاوفَ بشأن الانتهاكات المحتملة للقانون الدولي والإنساني. وهاجم هيغسيث التقاريرَ أولًا باعتبارها "مختلقة"، لكن الناطقةَ باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أكدت لاحقًا وقوع الضربة الثانية، ونسبت الأمر إلى قائد قيادة العمليات الخاصة الأمريكية، الأدميرال فرانك "ميتش" برادلي، مؤكدةً أنه تصرّف "ضمن صلاحياته تمامًا".

ردًّا على ذلك، شدّد هيغسيث على دعمه الكامل لبرادلي وقراراته، بينما وصف أعضاءٌ في الكونغرس من كلا الحزبين التقاريرَ بالمقلقة. ودعا النائبُ الديمقراطيُّ رو كانا إلى استدعاء هيغسيث وبرادلي للإدلاء بشهادتهما، قائلاً: "قد يكونان معًا انتهكا القانون. الشعبُ الأمريكي يريد إجابات".

في غضون ذلك، تواصل الإدارة الإصرارَ على شرعية الهجمات ضد ما تسميه "إرهابيّي المخدّرات"، متجاهلةً الانتقادات القانونية العميقة. ويتمُّ سحبُ ترامب بشكلٍ أعمق في مستنقعٍ فنزويليٍّ من صنعه، مع خياراتٍ محدودةٍ للخروج منه سواء في واشنطن أو كاراكاس.

روسيا اليوم 
 
 


gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة