على مدار العامين الماضيين، لم تتوقف الإمارات عن بذل جهود ومساعٍ دبلوماسية حثيثة على الصعيدين الإقليمي والدولي لحشد الدعم الإنساني والمطالبة بوقف العدوان على القطاع وتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة دون عوائق، مؤكدة التزامها الثابت بنصرة الشعب الفلسطيني. ورحّبت الدولة بالخطوات الدولية المتزايدة للاعتراف بدولة فلسطين، وبالاتفاق الأخير حول المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في غزة، معربةً عن أملها في أن يكون بدايةً لإنهاء المعاناة الإنسانية في غزة.
وعلى الصعيد الإنساني، برزت الإمارات كأكبر مانح للمساعدات إلى القطاع، إذ شكّلت مساعداتها 44% من إجمالي الدعم الدولي، وفق تقارير الأمم المتحدة. ومن خلال عملية "الفارس الشهم 3"، تمكّنت الدولة من إرسال المساعدات عبر البرّ والبحر والجو، ليصل إجمالي ما قُدّم حتى منتصف سبتمبر الماضي إلى أكثر من 90 ألف طن من الإمدادات الإنسانية بتكلفة تجاوزت 1.8 مليار دولار، إضافةً إلى 81 عملية إنزال جوي ضمن مبادرة "طيور الخير" أُلقي خلالها أكثر من 4076 طنًا من المساعدات الغذائية والمواد الإغاثية.
ولم يقتصر العطاء الإماراتي على المساعدات، بل شمل مشاريع مستدامة تلامس احتياجات الحياة اليومية، أبرزها تشغيل أكثر من 50 مخبزًا ميدانيًا وتوفير الطحين وغيره من المتطلبات، إضافةً إلى تشغيل مجموعة من المطابخ وما يزيد على 50 تكية خيرية تعمل على تقديم آلاف الوجبات الساخنة يوميًا، إلى جانب برامج إفطار الصائم التي شملت 13 مليون وجبة خلال شهر رمضان الماضي وتوفير احتياجات 44 تكية طوال الشهر الفضيل استفاد منها أكثر من مليوني شخص، إضافةً إلى توفير احتياجات 17 مخبزًا تخدم أكثر من 3 ملايين شخص.
وفي مواجهة أزمة العطش، أنشأت الإمارات خطّ المياه الناقل من محطات التحلية الإماراتية في الأراضي المصرية إلى غزة، والذي يمتد لمسافة 7.5 كيلومترات بقدرة إنتاجية تصل إلى مليوني جالون يوميًا، ليخدم أكثر من مليون شخص. كما نفّذت مشاريع لحفر وصيانة الآبار الصالحة للشرب، وصيانة شبكات الصرف الصحي، وأرسلت صهاريج مياه عذبة لتخفيف المعاناة عن الأسر المحاصرة.
وفي المجال الصحي، كان للإمارات دور محوري في إنقاذ القطاع الطبي من الانهيار الكامل، فأنشأت المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل غزة في ديسمبر 2023، الذي يواصل تقديم خدماته العلاجية عبر فرق طبية متخصصة ومتطوعين من مختلف التخصصات. كما أطلقت مبادرة لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين، لإعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وتعزيزًا لهذه الجهود، أرسلت الإمارات مستشفىً عائمًا قبالة سواحل العريش المصرية، مجهزًا بطواقم طبية وإدارية متكاملة يشتمل على تخصصات متعددة، منها التخدير، الجراحة العامة، العظام، والطوارئ، إلى جانب فرق التمريض والمهن المساندة. كما نقلت مئات الحالات الحرجة إلى مستشفياتها داخل الدولة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بعلاج 1000 طفل فلسطيني من الجرحى و1000 مصاب بالسرطان. وقد بلغ عدد المرضى والمرافقين الذين وصلوا إلى الإمارات نحو 2785 شخصًا.
وإلى جانب ذلك، قدّمت الإمارات مساعدات طبية متنوعة شملت الأدوية والمعدات وسيارات الإسعاف، ونفّذت حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال استهدفت أكثر من 640 ألف طفل بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية.
عامان من العطاء الإماراتي في غزة يجسّدان رسالة إنسانية خالدة، تؤكد أن التضامن مع الشعب الفلسطيني ليس مجرد موقف سياسي، بل قيمة إنسانية راسخة تتجدد كل يوم بالعطاء والعمل والمبادرة.
-
أخبار متعلقة
-
من هما المسؤولان الإسرائيليان اللذان لم تتم دعوتهما لحضور خطاب ترامب في الكنيست؟
-
ترامب: قصف منشآت إيران النووية مهّد لاتفاق غزة .. والشرق الأوسط يشهد فترة متميزة
-
السيسي يغرد على إكس لحظة استقباله ترامب.. ماذا قال؟
-
ترامب يصل إلى شرم الشيخ لبدء قمة السلام
-
فيديو .. الشرع يربك مذيعة "60 دقيقة" الأميركية بردود غير متوقعة
-
بريطانيا: مستعدون للمساعدة بمراقبة وقف إطلاق النار ونزع أسلحة حماس
-
ترامب من الكنيست: ابنتي إيفانكا اعتنقت اليهودية من شدة حبها لإسرائيل
-
ترامب من الكنيست الإسرائيلي: الشرق الأوسط سيصبح منطقة رائعة قريبا