ارتفع الذهب بنسبة 27% خلال العام الماضي، ليصل إلى مستويات قياسية قاربت 2800 دولار للأونصة، بدعم من ثلاثة عوامل رئيسية: مشتريات البنوك المركزية، خاصة في الصين والأسواق الناشئة؛ تخفيف السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي مما زاد من جاذبية الذهب؛ إضافة إلى مكانته كملاذ آمن وسط الاضطرابات الجيوسياسية، بما في ذلك الصراعات في أوكرانيا والشرق الأوسط.
هذه المحركات الثلاثة لا تزال قائمة بشكل أو بآخر مع دخولنا 2025. لكن المستثمرين يترقبون أيضاً التأثير المحتمل لولاية دونالد ترامب الثانية على التدفقات التجارية، والتضخم، والاقتصاد العالمي. وهذا التأثير يواصل تحفيز شراء الذهب كوسيلة لحماية الثروات والتحوط ضد الصدمات السلبية المحتملة.
وفي هذا السياق، قال غريغ شارينو، مدير محفظة في شركة باسيفيك إنفستمنت مانجمنت (Pacific Investment Management): تنويع الاستثمارات عبر شراء السبائك هو اتجاه سيستمر. نتوقع أن تواصل البنوك المركزية والأسر ذات الثروات العالية النظر إلى الذهب باعتباره خياراً جذاباً.
ومن بين الأشد تفاؤلاً بصعود الذهب صندوق التحوط الأميركي كوانتيكس كوموديتيز (Quantix Commodities) الذي يحتفظ بـ30% من أصوله في الذهب، أي ما يقرب من ضعف وزن المعدن في مؤشر بلومبرغ للسلع. ويخطط الصندوق للحفاظ على وزنه الزائد في استثمارات الذهب طوال هذا العام، وفقاً لما قاله مات شواب، أحد كبار المديرين التنفيذيين في الصندوق، والذي يتوقع ارتفاع سعر المعدن الأصفر إلى 3000 دولار في 2025.
تفاؤل بشأن المعدن الأصفر
المحللون والوسطاء في بنوك وول ستريت أيضاً متفائلون، حيث يتوقع بنك أوف أميركا وجيه بي مورغان تشيس آند كو أن يصل الذهب إلى 3000 دولار بنهاية هذا العام، بينما تتوقع يو بي إس أن يصل إلى 2900 دولار. وتجاوز سعر الذهب في التداولات الفورية 2600 دولار للأونصة في بداية يناير.
مع ذلك، انخفض الذهب منذ انتخابات الرئاسة الأميركية في 5 نوفمبر، كما خسر المعدن النفيس بعضاً من جاذبيته وسط ارتفاع الدولار، وسوق الأسهم، وبتكوين مع تفاؤل الأسواق بفوز ترامب.
لكن على المدى الطويل، يُتوقع أن تؤدي احتمالية فرض تعريفات جديدة إلى تسريع التوترات التجارية وزيادة خطر تباطؤ النمو الاقتصادي. ويرى الاقتصاديون والمحللون أن الإجراءات المقترحة من ترامب قد تغذي التضخم، مما يعقد مسار بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة هذا العام.
توقعات الذهب والفائدة في 2025
بعد تخفيض أسعار الفائدة الأساسية بنحو ربع نقطة في اجتماعهم الأخير لعام 2024، أشار مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في 18 ديسمبر إلى أنهم سيخفضون أسعار الفائدة مرتين فقط في 2025، مع الالتزام بحذر أكبر تجاه مواصلة تقليل تكاليف الاقتراض.
قال داروي كونغ، رئيس قسم السلع في دي دبليو إس غروب (DWS Group): إذا تدهورت العلاقات التجارية بسبب السياسات الجديدة لترامب، فقد نشهد رد فعل سلبي في سوق الأسهم. وسيكون الذهب أصلاً جيداً للاحتفاظ به من أجل التحوط من هذه المخاطر.
بالنسبة لبقية العالم، قد تدفع حروب تجارية محتملة مع الولايات المتحدة البنوك المركزية إلى تسريع وتيرة التيسير النقدي. وهو سيناريو سيعزز أداء الذهب، وفقاً لما قالته ألين كارنيزيلو، الشريكة الإدارية في شركة فرونتير كوموديتيز (Frontier Commodities) السويسرية، التي ترى أن أسعار الذهب ستتجاوز 2800 دولار هذا العام.
-
أخبار متعلقة
-
انخفاض مؤشر نازداك الأميركي
-
أسعار شحن النفط تقفز بعد تشديد العقوبات الأميركية على روسيا
-
رحلة بهاء عبد الحسين المعموري في تأسيس Qi Card وتحقيق النجاح
-
تراجع أسعار النفط عالميا
-
الدين العام الأمريكي قد يصل إلى ذروته يوم الثلاثاء
-
ارتفاع مؤشر داو جونز وانخفاض نازداك
-
روسيا: نمو عوائد النفط والغاز 26%
-
الاسترليني ينخفض دون حاجز 1.22 دولار