وبحث الوزيران سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ثنائيًّا في مجالات التعليم والسياحة والتجارة والصناعة والمياه، وفي إطار الشراكة الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي.
واتفق الصفدي وفيل على خطة عمل لتوسيع آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.
كما بحث الوزيران تطورات الأوضاع في المنطقة، وأكّدا ضرورة التزام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ بنوده كاملة وإنهاء الحرب، وضمان إدخال مساعدات إنسانية كافية وفورية لإنهاء المعاناة الإنسانية في القطاع.
وشدّد الصفدي على أن التقدم نحو البدء بمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يُعد أولوية أساسية.
كما أكّد الصفدي ضرورة وقف التصعيد الخطير في الضفة الغربية المحتلة، والانتهاكات الإسرائيلية في المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس المحتلة.
وأعاد الصفدي التأكيد أن السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن الأمن والاستقرار في المنطقة، يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران لعام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
وثمّن الصفدي موقف هولندا الداعم لحل الدولتين ولحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة على ترابه الوطني وفق القانون الدولي.
كما بحث الصفدي وفيل مستجدات الأوضاع في سوريا، وأكّد الصفدي دعم المملكة لجهود الحكومة السورية في عملية إعادة البناء على الأسس التي تضمن وحدة سوريا واستقرارها وسيادتها وسلامة أراضيها ومواطنيها.
وفي تصريحات صحافية عقب اللقاء، أكّد الصفدي متانة علاقات الصداقة بين الأردن وهولندا التي تمتد لأكثر من ٧٤ عامًا، وقال "العام القادم نحتفل بمرور ٧٥ عامًا على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وعلى المستوى الثنائي علاقاتنا في تطور مستمر، وهولندا أكبر مستورد للسلع الأردنية في أوروبا، وثمّة الكثير من برامج التعاون التي نعمل عليها معاً".
ولفت الصفدي إلى أن العلاقات على مستوى جلالة الملك عبد الله الثاني والعائلة المالكة في هولندا قوية وتاريخية، والتعاون بين الحكومتين مستمر، إضافة إلى الكثير من التعاون والتواصل على المستوى الشعبي بين البلدين.
وقال الصفدي " لهولندا دور كبير في دعم مشاريع تنموية في الأردن بما في ذلك قطاع المياه الذي يعد قطاعًا حيويًّا أساسيًّا لنا وفي مقدمة أولوياتنا، كما نتعاون في مجالات التعليم والسياحة والتجارة والصناعة، وكل هذه المؤشرات تعكس عمق العلاقة التي تجمع البلدين والحرص المشترك على تطويرها وإيجاد أفق أوسع للتعاون".
وأشار الصفدي إلى اتفاقه مع نظيره الهولندي على البدء خلال الأسابيع القادمة في عملية دراسة لواقع التعاون بين البلدين وتوسيع مساحات أوسع للتعاون في قطاعات محددة، من أجل التقدم بشكل عملي نحو ترجمة علاقات الصداقة المتينة التي تجمعنا إلى تعاون يلمسه مواطنو البلدين.
وأشار الصفدي إلى أن المباحثات تركزت على جهود البلدين المشتركة من أجل تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، وخصوصًا جهودهما خلال الأشهر الماضية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقال "هذا جهد ممأسس ومرتكز إلى قاعدة التعاون الموجودة بيننا ومستمرون في هذه الجهود".
وأكّد الصفدي تطابق المواقف المشتركة بين الأردن وهولندا إزاء تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وقال "موقفنا مشترك في دعم وقف إطلاق النار الذي تم التواصل إليه في غزة، وتثبيته هو أولوية مشتركة وكذلك إيصال المساعدات إلى غزة".
وأضاف " كنّا في المملكة إلى جانب هولندا والمجموعة العربية الإسلامية رحّبنا بمقترحات الرئيس الأميركي حول إنهاء الحرب في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة بناء غزة، ومنع تهجير الفلسطينيين من غزة، وأيضًا حول منع ضم الضفة الغربية أو فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية".
وشدّد الصفدي على أن تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والبدء بمناقشة المرحلة الثانية من هذا الاتفاق هما أولويتان أساسيتان، وقال "نرى في تثبيت وقف إطلاق النار أولوية ونرى في التقدم نحو البدء بمناقشة المرحلة الثانية من الاتفاق أيضًا أولوية أساسية نعمل معًا عليها سواء ثنائيًّا أو في إطار التنسيق العربي الأوروبي الذي هو في أفضل مستوياته في هذه المرحلة".
وأعاد الصفدي التأكيد على موقف المملكة الثابت في ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، وإزالة كل القيود أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وقال "حيث لا يمكن تحت أيّ مبرر استخدام التجويع سلاحًا أو ربط إدخال المساعدات بأيّ قضية سياسية أخرى وهذا يخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
ولفت الصفدي إلى أن الأردن كان منطلقًا لمساعدات حيوية إلى غزة في الماضي، وأكّد استعداد الأردن لأن يكون منطلقًا لهذه المساعدات بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة التي تريد أن تعمل على إيصال المساعدات إلى القطاع.
وأكّد الصفدي أن التوجه نحو المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار وصولاً إلى أفق سياسي حقيقي "يأخذنا باتجاه إطلاق جهد حقيقي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم الذي يشكّل حل الدولتين، والذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل سبيله الوحيد".
وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، جدّد الصفدي التأكيد على موقف المملكة الواضح في ضرورة الحؤول دون تدهور الأوضاع فيها "لأن في ذلك خطر سيهدد كل ما أنجز باتجاه تثبيت وقف إطلاق النار في غزة وسيدفع المنطقة نحو المزيد من الصراع"، وأكّد رفض المملكة للاستيطان وإدانته خطوات لا شرعية تقوّض حل الدولتين، إضافة إلى رفض الاعتداءات على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس وإدانتها ليس فقط عملاً غير شرعي ولكن أيضًا استفزازًا يدفع المنطقة كلها نحو المزيد من الصراع.
وثمّن الصفدي موقف هولندا الداعم لحل الدولتين والرافض لكل الخطوات الأحادية التي تخرق القانون الدولي والتي تقوض حل الدولتين وخصوصًا موضوع الاستيطان وتوسعته، ومصادرة الأراضي ومحاصرة الاقتصاد الفلسطيني، وقال " نعوّل على العمل معًا ثنائيًّا وفي إطار التعاون العربي الأوروبي أيضًا من أجل أن نمضي معًا في خطوات ثابتة وضمن رؤية واضحة من أجل ليس فقط إنهاء الكارثة الموجودة في غزة ولكن أيضًا باتجاه التقدم نحو سلام عادل وشامل ومصلحة لنا جميعًا وهو ركيزة للأمن والاستقرار ليس فقط في منطقتنا ولكن أيضًا في العالم".
كما ثمّن الصفدي مواقف هولندا إزاء جهود تحقيق السلام في المنطقة والخطوات المبدئية التي اتخذتها إزاء الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية أو السياسيين الإسرائيليين الذين يخرقون القانون الدولي، بما في ذلك حظر دخول الوزراء مثل بن غفير و سموتريتش إلى هولندا وأوروبا.
بدوره، أكّد وزير الخارجية الهولندي ديفيد فان فيل عمق العلاقات الثنائية بين هولندا والأردن، والتي تربطهما علاقات تمتد لـ ٧٥ عامًا، لافتًا إلى أن الشراكة مع الأردن ازدادت قوةً ورسوخًا، وإلى أهمية البناء لتعزيز العلاقات مع المملكة في مختلف المجالات خاصة في الاقتصاد والتجارة ومنح فرص لتنمية القطاع الخاص في كلا البلدين وفي مجال إدارة وتحلية المياه.
وأشار فيل إلى أن هولندا وقّعت اتفاقية مع الأردن بقيمة ٣١ مليون يورو لدعم مشروع الناقل الوطني، إضافة إلى التزام بلاده بتقديم ١٠٠ مليون يورو لتعزيز التعاون مع المملكة في مجال إدارة المياه في السنوات المقبلة.
وأثنى فيل على دور الأردن المهم في وقف إطلاق النار في غزة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وجهوده لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
وشدّد فيل على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار في غزة والالتزام بالاتفاق وإدخال المساعدات الإنسانية، لافتًا إلى أن الخطوة الثانية، بعد تلبية الاحتياجات الإنسانية التي يجب أن تتدفق بعد وقف إطلاق النار، يجب أن تتمثّل في إحلال الأمن في غزة وتمكين الفلسطينيين من إدارة القطاع.
وأعاد فيل التأكيد على التزام هولندا بحل الدولتين سبيلًا لتحقيق السلام الدائم والشامل في المنطقة.
-
أخبار متعلقة
-
الأردن وسويسرا يؤكدان الحرص المشترك على توطيد التعاون الثنائي
-
الترخيص المتنقل في بلدية شرحبيل غدا
-
"الأشغال" تباشر صيانة الطريق الحيوي لمركز زوار جرش
-
افتتاح معرض "صنع بعزيمة" في القرية الثقافية النبطية بالبتراء
-
افتتاح مبانٍ جديدة لمجموعة المهن والأشغال العسكرية
-
الكتيبة الهاشمية الآلية 10 تنفذ التمرين التعبوي "السهم القاتل"
-
الحنيطي يتفقد كتيبة حرس الحدود 2 الملكية ويطلع على الجاهزية القتالية
-
بيان صادر عن وزارة الخارجية