خلال الحفل أعرب الروابدة عن اعتزازه بوجوده بين أبناء لواء بني كنانة وقال "من دواعي سروري وفخري أن أكون في منطقة حرثا الكفارات، هذه الأرض الحبلى بالرجولة والعروبة، التي ما كانت يوماً إلا رافداً رئيساً من روافد هذا الوطن وعمق أمته."
وأضاف "على هذه الأرض انطلقت أول حركة للدفاع عن فلسطين، قادها الشهيد كايد المفلح العبيدات، ومعه ثلة من أقاربه ورفاقه، وعلى هذه الأرض أيضاً اجتمع زعماء الأردن في أم قيس ليصدروا أول قرار عربي يدعو إلى إقامة دولة أردنية والتصدي للعدوان الصهيوني، قبل أن يستفيق الآخرون على خطره."
وأكد الروابدة أن اختيار منظمي المهرجان لموضوع "الهوى والهوية" كان موفقاً ومعبرًا، لأنه يعيد التذكير بجذور العروبة في وجدان الأردنيين، موضحاً أن الهوى الأردني كان وما يزال عربياً أصيلاً، وأن الأردن كان ساحة الثورة العربية الكبرى ووقودها الذي حمل راية التحرير حتى دمشق، حيث شارك الأردنيون في بناء الدولة الفيصلية، وكان لهم من نوابها من صاغ وثيقة استقلالها.
وأشار إلى أن الأردن ظل الحضن الدافئ للأحرار العرب إذ فتح ذراعيه لكل من لجأ إليه من أبناء الأمة، ولم يُغلق بابه يوماً أمام عربي نُكب بالعدوان، مؤكداً أن الأردن كان على الدوام في صفّ القضايا العربية العادلة، يتحمل الألم والموقف بشرفٍ وإباء.
وفي حديثه عن الهوية الوطنية، لفت الروابدة إلى أن بعض المراحل التاريخية شهدت تراجعاً في وعي الذات الوطنية الأردنية، لأن الأردنيين ظلوا أوفياء لعروبتهم، وقال "تفاخر أشقاؤنا بالهويات السورية واللبنانية والفلسطينية والمصرية، أما نحن فقد بقينا نحمل لواء العروبة دون أن نعلن عن هويتنا الوطنية الخاصة، حتى جاء الوقت الذي أحيينا فيه هذه الهوية على أرضنا في الستينات، فكانت بداية تشكل الوعي الأردني الحديث بذاته".
وأوضح أن الأردن عند تأسيسه عام 1921 لم يحمل اسمه الحالي، بل كان يسمى "حكومة الشرق العربي"، لأن الهدف كان تحرير بلاد الشام، مضيفاً أن أول حكومة ضمت سبعة وزراء لم يكن من بينهم سوى أردني واحد، بينما البقية من لبنان وسوريا والحجاز وفلسطين، ومع ذلك لم يُنظر إليهم كغرباء، بل كأبناء أمة واحدة يجمعهم حلم العروبة.
وبيّن أن سبع عشرة حكومة تشكّلت خلال عهد الانتداب البريطاني، دون أن يترأسها أردنيّ واحد، ورغم ذلك ظلّ الأردنيون يحتضنون الجميع بالمحبّة والإيمان بوحدة المصير العربي، إلى أن بزغ فجر الهويّة الأردنية الحديثة، التي جسّدت قيم الانتماء والكرامة والاستقلال.
وأكد الروابدة في ختام كلمته رفضه لعبارة "الهوية الوطنية الجامعة" إذا أسقطت منها كلمة "الأردنية"، قائلاً "الهوية الوطنية الأردنية لا تُقصي أحداً، ولا تُبعد ولا تستثني، فهي تستوعب جميع الأعراق والأديان والمنابت والأصول، وتجمعهم في أسرة واحدة متحابة، وما نريده هو أن نعتز بالأردنية الوطنية، لا أن نذيبها في عموم لا ملامح لها."
بدوره رحب رئيس هيئة اليرموك للتنمية الثقافية والاجتماعية خالد اسكندر عبيدات، براعي الحفل والحضور من الشخصيات الرسمية والأكاديمية والثقافية، معبّراً عن اعتزازه برعاية دولة الدكتور الروابدة لهذا الحدث الثقافي الوطني الذي يعكس رسالة الهيئة في تعزيز الوعي بالهوية الأردنية وتاريخ المنطقة العريق.
وقال عبيدات "يشرفنا اليوم أن نحتفي معاً في رحاب أبيلا التاريخ، هذه المدينة التي حملت على مدى العصور عبق الحضارة ورسالة الإنسان الأردني الأصيل، وأن نكرّم في الوقت ذاته إرثنا الثقافي وهويتنا الوطنية في مهرجانٍ بات تقليداً سنوياً يعكس روح الانتماء والعطاء."
وأضاف أن مهرجان أبيلا السياحي الثقافي يجسد التقاء الماضي بالحاضر، ويهدف إلى تسليط الضوء على الإرث التاريخي والسياحي لمنطقة الكفارات وما تزخر به من مواقع أثرية وطبيعة خلابة، إلى جانب إبراز الإبداع الأردني في الشعر والفن والموسيقى والمسرح، مؤكداً أن "الهوية الأردنية هي جذرنا العميق الذي نستمد منه الثبات والكرامة والعزّة".
واختتمت فعاليات المهرجان بفقرات فنية وتراثية شعبية منوعة، عبّرت عن تنوع الهوية الأردنية وغناها الثقافي، ومنها العروض الفلكلورية وأغانٍ وطنية وشعر نبطي، جسدت وحدة الأرض والإنسان في لوحة من الإبداع والانتماء.
-
أخبار متعلقة
-
الصفدي يشارك في اجتماع باريس لتنفيذ مقترح ترامب لإنهاء الحرب على غزة
-
اتحاد الجمعيات الخيرية يثمّن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
-
"الوطني لحقوق الإنسان" يثمن تعميم رئيس الوزراء بدراسة توصيات تقريره السنوي
-
الأمن العام يوضح ملابسات فيديو إطلاق النار على منزل في إربد
-
بيان صادر عن القوات المسلحة الأردنية
-
أمين عام وزارة العدل يبحث مع وفد عراقي تعزيز التعاون
-
وزيرة التنمية الاجتماعية تفتتح مركز الخدمات الاجتماعية المتكاملة في حسينية معان
-
وزير المياه والري: 2,4 مليار دينار مشاريع للمياه والصرف الصحي قيد الدراسة والتنفيذ